أهمية تكامل الجهود لحماية التراث الإماراتي
أكدت مختصات في الشأن التراثي أهمية تضافر الجهود الفردية والمؤسسية لحماية التراث الإماراتي، وذلك خلال جلسة نظمتها فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب تحت عنوان “حماية التراث الإماراتي.. التوجّه المؤسسي والعمل الفردي”. وشاركت في الجلسة الدكتورة فاطمة المعمري، وعائشة الحصان، وفاطمة المنصوري، اللاتي شددن على ضرورة التعاون بين الباحثين والمهتمين بالتراث والجهات الرسمية المعنية لضمان صون الموروث الثقافي الإماراتي.
دور المؤسسات في حماية التراث
أوضحت الدكتورة فاطمة المعمري أن حماية التراث الإماراتي تتطلب جهودًا متكاملة من مختلف الأطراف. وأشارت إلى أن التراث المادي يحتاج إلى جهود في مجالي التنقيب والترميم، بينما يتطلب التراث غير المادي حماية من التحريف والتشويه. وأكدت المعمري أن وجود مظلة مؤسسية يضمن استمرارية العمل التراثي وتطوره، مما يسهم في تعزيز الهوية الثقافية الإماراتية.
المنهجية العلمية في الجهود الفردية
من جانبها، شددت عائشة الحصان على أهمية اتباع المنهجية العلمية في الجهود الفردية لحماية التراث. وأشارت إلى أن المؤسسات الثقافية باتت تتبنى مشاريع تراثية وفق معايير أكاديمية واضحة، مما يعزز من مصداقية هذه الجهود. واستذكرت الحصان جهود روّاد التراث الإماراتي مثل حمد بوشهاب وأحمد راشد ثاني، الذين ساهموا في توثيق التراث الوطني.
توثيق التراث الوطني
أما فاطمة المنصوري فقد أشادت بدور معهد الشارقة للتراث في توثيق التراث الإماراتي. وأوضحت أن المعهد أصدر أكثر من 1200 مؤلف توثق جوانب مختلفة من التراث الوطني، مما يعكس التزام المعهد بتعزيز الهوية الثقافية الإماراتية. واعتبرت المنصوري أن مسيرة الحفاظ على الموروث بدأت منذ أكثر من خمسة عقود، لتغدو اليوم ركنًا أساسيًا من هوية الإمارات الثقافية.
خاتمة
في ختام الجلسة، أكدت المشاركات على أهمية استمرار الجهود الفردية والمؤسسية لحماية التراث الإماراتي. وأشارت إلى أن هذا التراث ليس فقط جزءًا من الهوية الثقافية للبلاد، بل هو أيضًا مورد ثقافي واقتصادي هام. من خلال تضافر الجهود، يمكن تعزيز جهود حماية التراث وضمان استمراريته للأجيال القادمة. كما تم التأكيد على ضرورة دعم البحوث التراثية وتشجيع المشاركة المجتمعية في هذا السياق. وبهذا، يمكن للمجتمع الإماراتي أن يحافظ على تراثه الثقافي الغني ويعزز من مكانته على الصعيدين المحلي والدولي.


