افتتاح معرض “لاعب النرد: محمود درويش” في الشارقة احتفاءً بإرث الشاعر الفلسطيني الكبير
افتتحت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، معرض “لاعب النرد: محمود درويش” في “بيت الحكمة” بالشارقة، ليكون محطة ثقافية تحتفي بإرث الشاعر الفلسطيني الكبير على مدار أربعة أشهر. ويأخذ المعرض زواره في رحلة فنية وثقافية عبر ستة أقسام مستوحاة من أوجه النرد الستة، تكشف عن تنوع التجربة الشعرية والإنسانية لدرويش، وتوثق محطاته الإبداعية التي صاغت مسيرته الاستثنائية، حيث يستمر المعرض حتى 13 مارس 2026.
تجربة ثقافية تفاعلية تحتفي بإرث درويش
يقدم المعرض تجربة ثقافية تفاعلية لا تقتصر على التوثيق البصري فحسب، بل يستخدم تقنيات سمعية وبصرية حديثة تتيح للزوار الانغماس في عالم محمود درويش الشعري والنثري. ومن خلال هذه التقنيات، يمكن للزوار فهم تطور رؤيته الشعرية عبر مراحل حياته المختلفة، حيث لا يعكس المعرض التسلسل الزمني لسيرة درويش بقدر ما يجسد تحولات صوته الإبداعي.
محطات إبداعية في حياة محمود درويش
يبرز المعرض محطات إبداعية مهمة في حياة درويش، منذ جذوره الأولى في قرية البِرْوة وحتى حضوره الخالد في الذاكرة العربية والعالمية. وتتداخل في المعرض الكلمة والصورة والموسيقى في رحلة تعبيرية معبرة عن فلسفته في الحياة كما عبّر عنها في أعماله. وقد شارك في تنظيم المعرض نخبة من المؤسسات الثقافية الشريكة، منها المتحف الفلسطيني، ومؤسسة محمود درويش، ومركز خليل السكاكيني الثقافي، ومؤسسة بارجيل للفنون، و”أكتوبر غاليري” من لندن.
فعاليات فنية مصاحبة للمعرض
شهد حفل الافتتاح فقرة فنية مميزة قدمها الفنان والموسيقار مارسيل خليفة، الذي صدح بأشهر أعماله المستوحاة من قصائد درويش، منها “ريتا” عن قصيدة “ريتا والبندقية”، و”أمي” عن قصيدة “إلى أمي”، و”في البال أغنية” عن قصيدة تحمل الاسم نفسه. وقد أضفى خليفة على الكلمات نبضاً جديداً في أداء مميز، كما استعاد ذكرياته مع محمود درويش، خاصة تلحين قصيدة “يطير الحمام” التي طلبها منه الشاعر شخصياً. وقد أكمل خليفة تلحينها بعد رحيل درويش وأداها خلال مراسم تأبينه، تكريماً لذكراه.
تكريم الجهات الداعمة للمعرض
كرمت الشيخة بدور القاسمي الجهات التي أسهمت في تنظيم المعرض، تقديراً لدورهم في إبراز إرث محمود درويش ودعم المشهد الثقافي النابض لإمارة الشارقة. وشمل التكريم الراعي الرسمي مصرف الشارقة الإسلامي، والرعاة الداعمين دائرة العلاقات الحكومية، والمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وغرفة تجارة وصناعة الشارقة، وهيئة الإنماء التجاري والسياحي.
خاتمة
يعد معرض “لاعب النرد: محمود درويش” إضافة نوعية للمشهد الثقافي في الشارقة، حيث يقدم تجربة ثرية للزوار من خلال توثيق إرث الشاعر الفلسطيني الكبير بطرق تفاعلية مبتكرة. ومع استمرار المعرض حتى مارس 2026، سيظل محمود درويش حاضراً في الذاكرة الثقافية، من خلال الفعاليات والأنشطة المصاحبة التي تعيد إحياء ذكراه وتؤكد على أهمية إرثه الشعري والثقافي.


