في قضية صادمة هزت ولاية ويسكونسن الأمريكية، ألقت الشرطة القبض على أربعة أفراد بتهم تتعلق بالإهمال الجسيم وتعذيب فتاة مراهقة تبلغ من العمر 14 عامًا. التفاصيل المروعة تكشف عن سنوات من الحبس والتجويع، مما أدى إلى تدهور صحة الفتاة إلى مستويات خطيرة. هذه القضية، التي تسلط الضوء على مخاطر إهمال الأطفال، أثارت غضبًا واسعًا ودعوات للعدالة.

تفاصيل صادمة عن حالة الإهمال

وصلت القضية إلى ذروتها عندما اتصل والد الفتاة، والتر جودمان، بخدمات الطوارئ في 21 أغسطس، مدعيًا أن ابنته في حالة شبه غيبوبة بسبب عدم تناولها الطعام لعدة أيام. ولكن ما كشفته الشرطة عند وصولها إلى المنزل كان أكثر رعبًا مما يمكن تصوره. عثرت الشرطة على الفتاة بوزن 16 كيلوغرامًا فقط، وهيكلها العظمي بارز بشكل مخيف، وتبدو أصغر من عمرها بكثير، حيث قدرت بين ست وثماني سنوات.

وبحسب المعلومات الأولية، عُزلت الفتاة داخل غرفتها التي كانت تخضع للمراقبة الدائمة بواسطة كاميرات ويب لمدة لا تقل عن عامين. أفادت الفتاة للطاقم الطبي بأن آخر مرة خرجت فيها من المنزل كانت عندما كانت تتراوح بين العاشرة والثانية عشرة من عمرها. التحقيق كشف عن أن الفتاة كانت تعيش مع والدها منذ عام 2020، بعد دخول والدتها السجن، مما جعلها تحت رعايته الحصرية وسط غياب تام لأي شكل من أشكال الرقابة الخارجية.

التهم الموجهة إلى المتهمين

تم توقيف كل من والتر جودمان (47 عامًا)، وزوجته ميليسا (50 عامًا)، وابنة والتر من زواج سابق سافانا ليفيفر (29 عامًا)، وصديقتها كايلا ستمير (27 عامًا). يواجه هؤلاء الأربعة تهمًا تتعلق بالإهمال المزمن للطفلة، والتي قد تصل عقوبتها إلى السجن لسنوات طويلة، بالنظر إلى خطورة الجرائم المرتكبة. النيابة العامة تسعى لتقديم أدلة قوية لإدانة المتهمين وتقديمهم للعدالة.

الأدلة تتكشف: رسائل نصية تكشف القسوة

لم تقتصر الأدلة على الحالة الجسدية المروعة للفتاة، بل امتدت لتشمل رسائل نصية متبادلة بين المتهمين كشفت عن تفاصيل مروعة حول تعاملهم معها. الرسائل تكشف عن استياء المتهمين من تناول الفتاة للطعام، حتى في ظل وزنها الضئيل.

في إحدى الرسائل، كتبت كايلا ستمير: “لقد أخذت الفتاة أكثر من لقمة في المرة الواحدة، وعندما واجهتها سافانا استمرت في الجدال معها، فاستعملت الحزام”. وفي رسالة أخرى، أعربت ميليسا عن يأسها ورغبتها في التخلص من الفتاة، قائلة: “بصراحة الأمر صعب، وبعض الأيام لا أريد الاستمرار وأتمنى لو تذهب هذه الفتاة بعيدًا”.

وتضمنت الرسائل أيضًا توجيهات بتقييد وصول الفتاة إلى الماء والطعام، ومنعها من الخروج من الغرفة، وحتى إزالة فراشها، مما يشير إلى نية واضحة في إلحاق الأذى بها. هذا الإساءة للطفل معقدة وتشمل أنواعًا متعددة من القسوة النفسية والجسدية.

ظروف دراسية غريبة وتدهور صحي حاد

كما كشفت التحقيقات عن ظروف دراسية غير عادية. فقد كانت الفتاة تدرس عن بُعد خلال جائحة كورونا (2020-2021)، ثم ادعى والدها أنها تتلقى التعليم المنزلي في العام التالي، دون أي دليل على ذلك. هذا العزل الاجتماعي والإهمال التعليمي ساهم في تفاقم حالتها النفسية والصحية.

عانقت الفتاة في المستشفى تقرحات وكدمات شديدة، وسوء تغذية حاد أدى إلى فشل عدة أعضاء في الجسم، بما في ذلك الفشل التنفسي الحاد واضطرابات الكهارل. اضطرت الطواقم الطبية إلى تغذيتها عن طريق أنبوب لتلبية احتياجاتها الغذائية الأساسية، قبل أن تتمكن من الأكل بشكل مستقل.

بداية التعافي وتعبير الفتاة عن رغباتها

بعد أسبوع من دخولها المستشفى، بدأت الفتاة في التواصل عن طريق الكتابة، معبرة عن شعورها بالجوع ورغبتها في تناول وجبات خفيفة ومشاهدة التلفزيون. كما كشفت عن خوفها من غضب والدها عندما تطلب المزيد من الطعام. وعندما علمت بأنها ستحصل على ثلاث وجبات يوميًا، تألقت عيناها وأبدت حماسًا كبيرًا، وبدأت في طلب أطعمة مختلفة مثل الفطائر والشوكولاتة والتاكو، وحتى الخضروات. لحسن الحظ، بدأت الفتاة في التعافي التدريجي واكتساب الوزن، وتحسنت حالتها الصحية بشكل ملحوظ. هذا يظهر أهمية التدخل المبكر في حالات حماية الطفل .

الإجراءات القانونية والمحاكمات القادمة

تم توقيف المتهمين في 10 نوفمبر الجاري، ومن المتوقع أن يمثل والتر، وسافانا، وكايلا أمام المحكمة في الأسابيع المقبلة. فيما جرت أولى جلسات محاكمة ميليسا في 13 نوفمبر. المدعية العامة المساعدة لمقاطعة أوتاجامي، جولي دوكين، أكدت أن النيابة العامة ستعمل جاهدة لتقديم أدلة دامغة لإدانة المتهمين وحماية الأطفال من الإيذاء والإهمال.

الخلاصة وأهمية اليقظة المجتمعية

هذه القضية المأساوية تذكرنا بأهمية اليقظة المجتمعية والإبلاغ عن أي حالات اشتباه في العنف ضد الأطفال. إن الإهمال والتعذيب اللذين تعرضت لهما هذه الفتاة هما جريمة بشعة، ومن الضروري محاسبة المسؤولين عنها. نأمل أن يكون هذا الحادث بمثابة تحذير للجميع، وأن يتم اتخاذ المزيد من الإجراءات لحماية الأطفال وضمان حصولهم على الرعاية والحب اللذين يستحقونهما. بالإضافة إلى ذلك, يجب تعزيز برامج الدعم للأسر المعرضة للخطر لضمان عدم تكرار مثل هذه المآسي.

شاركها.
Exit mobile version