سجلت الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي التابعة لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، مساء أمس السبت، زلزالًا بقوة 3.43 درجة على مقياس ريختر، شمال غرب حرة الشاقة. هذا الحدث الزلزالي، وإن كان متوسط القوة، أثار اهتمامًا محليًا واستدعى تذكيرًا بأهمية الاستعداد والوعي بمخاطر الزلازل في المملكة العربية السعودية. يهدف هذا المقال إلى تقديم تفاصيل حول هذا الزلزال، وشرح السياق الجيولوجي للمنطقة، وتقديم معلومات حول كيفية التعامل مع هذه الظواهر الطبيعية.
تفاصيل الزلزال الأخير في حرة الشاقة
أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية عن تسجيل الزلزال في تمام الساعة 19:58:25 من مساء يوم السبت الموافق 22 نوفمبر 2025. ووفقًا للبيانات الرسمية، كان مركز الزلزال يقع على بعد حوالي 86 كيلومترًا شمال غرب حرة الشاقة. قوة الزلزال بلغت 3.43 درجة على مقياس ريختر، وهو ما يعتبر زلزالًا متوسطًا، وعادةً ما لا يتسبب في أضرار كبيرة، ولكنه قد يشعر به السكان المحليون.
قياس قوة الزلازل: مقياس ريختر
من المهم فهم كيفية قياس قوة الزلازل. مقياس ريختر هو مقياس لوغاريتمي يستخدم لتحديد قوة الزلزال. كل زيادة بمقدار وحدة واحدة على المقياس تعني زيادة في الطاقة المنبعثة بحوالي 32 ضعفًا. وبالتالي، فإن زلزالًا بقوة 6 درجات على مقياس ريختر أقوى 32 مرة من زلزال بقوة 5 درجات. الزلازل التي تقل عن 4 درجات عادةً ما تكون غير محسوسة أو تسبب اهتزازات طفيفة.
السياق الجيولوجي لحرة الشاقة والنشاط الزلزالي في المملكة
تقع حرة الشاقة في منطقة جغرافية نشطة زلزاليًا، وهي جزء من نطاق الحرات العرضية التي تمتد عبر غرب المملكة العربية السعودية. هذه الحرات هي عبارة عن سهول بركانية تكونت نتيجة للثورانات البركانية القديمة. النشاط التكتوني في المنطقة، الناتج عن حركة الصفائح الأرضية، يساهم في حدوث الزلازل بشكل دوري.
بالإضافة إلى ذلك، تقع المملكة العربية السعودية بالقرب من منطقة التقاء الصفائح العربية والأفريقية، مما يزيد من احتمالية حدوث النشاط الزلزالي. على الرغم من أن معظم الزلازل التي تحدث في المملكة تكون ذات قوة منخفضة إلى متوسطة، إلا أن هناك دائمًا احتمال لحدوث زلازل أقوى. لذلك، فإن المراقبة المستمرة للنشاط الزلزالي من قبل هيئة المساحة الجيولوجية السعودية أمر بالغ الأهمية.
الاستعداد للزلازل وكيفية التصرف أثناءها وبعدها
على الرغم من أن الزلزال الأخير لم يتسبب في أضرار كبيرة، إلا أنه يذكرنا بأهمية الاستعداد للزلازل. هناك العديد من الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتقليل المخاطر المحتملة.
- أثناء الزلزال: ابحث عن مكان آمن للاختباء، مثل تحت طاولة متينة أو بالقرب من جدار داخلي. ابتعد عن النوافذ والأشياء التي قد تسقط.
- بعد الزلزال: تحقق من وجود إصابات وقم بتقديم الإسعافات الأولية إذا لزم الأمر. افحص المباني بحثًا عن أي تلف هيكلي. كن حذرًا من الهزات الارتدادية، والتي يمكن أن تكون قوية مثل الزلزال الأصلي.
- الاستعداد المسبق: قم بتأمين الأشياء الثقيلة في منزلك أو مكان عملك. ضع خطة طوارئ مع عائلتك أو زملائك في العمل. احتفظ بمجموعة أدوات الطوارئ التي تحتوي على الماء والطعام والإسعافات الأولية ومصباح يدوي.
دور هيئة المساحة الجيولوجية السعودية في رصد الزلازل
تلعب هيئة المساحة الجيولوجية السعودية دورًا حيويًا في رصد الزلازل وتقييم المخاطر الزلزالية في المملكة. تعتمد الهيئة على شبكة وطنية متطورة من محطات الرصد الزلزالي التي تعمل على مدار الساعة لرصد أي نشاط زلزالي. تقوم الهيئة بتحليل البيانات التي تجمعها من هذه المحطات لتحديد موقع وقوة الزلازل، وإصدار تحذيرات للجمهور إذا لزم الأمر. بالإضافة إلى ذلك، تقوم الهيئة بإجراء البحوث والدراسات لتقييم المخاطر الزلزالية في مختلف مناطق المملكة، وتطوير استراتيجيات للتخفيف من آثار الزلازل. الرصد الزلزالي المستمر هو أساس هذه الجهود.
الخلاصة والتوعية بأهمية السلامة الزلزالية
الزلزال الذي تم تسجيله شمال غرب حرة الشاقة هو تذكير دائم بأن المملكة العربية السعودية تقع في منطقة نشطة زلزاليًا. على الرغم من أن معظم الزلازل التي تحدث في المملكة تكون ذات قوة منخفضة إلى متوسطة، إلا أن الاستعداد والوعي بمخاطر الزلازل أمران ضروريان. من خلال اتباع الإجراءات الوقائية المناسبة، والتعاون مع هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، يمكننا تقليل المخاطر المحتملة وحماية أنفسنا ومجتمعاتنا. السلامة الزلزالية مسؤولية مشتركة تتطلب تضافر جهود الجميع. نحث القراء على زيارة موقع هيئة المساحة الجيولوجية السعودية للحصول على مزيد من المعلومات حول الزلازل وكيفية الاستعداد لها. الوعي بالزلازل هو الخطوة الأولى نحو حماية حياتك وحياة الآخرين.


