معرض “Real Bodies” في لاس فيغاس يثير جدلاً حول مصدر الجثث بعد اتهامات من أمريكية بوجود جثة ابنها
تعيش كيم إيريك، أمريكية من ولاية تكساس، مأساة مؤلمة تتجاوز فقدان ابنها، بعدما زعمت أنها تعرفت على جثة ابنها الراحل “كريس” ضمن المعروضات في معرض “Real Bodies” الشهير في لاس فيغاس. هذا المعرض، الذي يعرض الجثث المحنطة بالبلاستيك على هيئة تماثيل تعليمية، أثار جدلاً واسعاً حول أخلاقيات عرض الجثث البشرية ومصادرها، خاصة مع الاتهامات التي تلاحق بعض المعارض المماثلة بتورطها في ممارسات غير قانونية. القضية تستدعي تفكيرًا عميقًا في الحدود الأخلاقية لاستخدام الجثث لأغراض تجارية وتعليمية.
رحلة كيم إيريك المؤلمة: من الشك إلى الاكتشاف المروع
بدأت القصة عام 2012 بفقدان كيم لابنها كريس بشكل مأساوي. بعد وفاة كريس في منزل جدته، أبلغت الشرطة الأم أن ابنها “مات نائماً بهدوء”، ولكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد. كان والد كريس قد سارع بترتيب حرق الجثة دون إقامة جنازة أو استشارة كيم، مما أثار شكوكها حول ملابسات الوفاة. تسلمت كيم كمية من الرماد قيل لها إنها بقايا ابنها، ولكنها لم تقتنع بالقصة أبدًا.
لاحقاً، ومع ضغوطها المستمرة، أعيد فتح التحقيق، وكشفت التحقيقات عن آثار كدمات وعلامات تقييد على جسد كريس، بالإضافة إلى وجود جرعة قاتلة من السيانيد في دمه. ومع ذلك، خلصت هيئة المحلفين إلى أن الوفاة كانت “انتحار محتمل”، وهو استنتاج ترفضه كيم بشدة حتى اليوم.
التعرف على الجثة في معرض “Real Bodies”
لم تزر كيم معرض “Real Bodies” بنفسها، لكنها كانت تتابع صور المعروضات عبر الإنترنت لسنوات. كانت الصدمة هائلة عندما عثرت على جثة تحمل كسرًا عنيفًا في الجانب الأيمن من الجمجمة، وهو نفس الكسر الذي رأته في صور مسرح وفاة ابنها. “عرفته من أول لحظة.. كان شعوراً لا يُحتمل، أنظر إلى جسد ابني منزوعة عنه البشرة، مقطَّعاً، والناس يلتقطون الصور بجواره. لا توجد كلمات تصف هذا الألم”، هكذا وصفت كيم مشاعرها المدمرة.
لم يقتصر الأمر على الكسر في الجمجمة، بل لاحظت كيم أيضًا اختفاء الوشوم المميزة التي كانت تغطي جسد ابنها. وتؤكد الخبراء أن الوشوم عادة ما تبقى واضحة بعد عملية التحنيط بالبلاستيك، وأن إزالتها بالكامل يتطلب نزع الجلد ذاته، مما يعزز شكوك كيم بأن هذا الإجراء تم بهدف طمس هوية الجثة. هذا الأمر دفعها للبحث عن حقيقة ما إذا كانت جثة ابنها هي المعروضة في المعرض.
اتهامات خطيرة وردود فعل متضاربة: جدل حول **معارض الجثث البشرية**
أثارت اتهامات كيم ضجة كبيرة في وسائل الإعلام، وسلطت الضوء على الجدل الدائر حول أخلاقيات عرض الجثث البشرية. نفى معرض “Real Bodies” الاتهامات بشكل قاطع، وأصدر بيانًا يؤكد أن العينة المعروضة موجودة في لاس فيغاس منذ عام 2004، أي قبل وفاة كريس بثماني سنوات.
وأضاف البيان أن جميع العينات “مستوردة من الصين وغير قابلة للتحديد البيولوجي”، وأكد التزام المعرض بـ “أعلى المعايير الأخلاقية والقانونية” في الحصول على الجثث ومعالجتها وعرضها. على الرغم من النفي، تصر كيم على حقها في معرفة الحقيقة، وتطالب بإجراء فحص DNA على الجثة المعروضة للتأكد مما إذا كانت جثة ابنها. “لو كانوا متأكدين أنها ليست ابني، لما رفضوا الفحص”، هكذا عبرت عن إصرارها.
تساؤلات حول مصدر الجثث: هل هناك ممارسات غير قانونية؟
تثير هذه القضية تساؤلات جدية حول مصدر الجثث المعروضة في هذه المعارض، خاصة تلك التي تأتي من الصين. هناك اتهامات قديمة ومستمرة بأن بعض هذه الجثث قد تكون عائدة إلى سجناء أو ضحايا اختفاء قسري، وهو ما يفتح الباب على مصراعات أوسع.
العديد من منظمات حقوق الإنسان والجهات المعنية تطالب بضوابط أكثر شفافية لهذه المعارض، وتدعو إلى التحقق من أصول الجثث والتأكد من أن الحصول عليها يتم بشكل قانوني وأخلاقي. هذا الأمر يتعلق باحترام كرامة الموتى وحقوق الإنسان بشكل عام. كما أن هناك قلقًا متزايدًا بشأن إمكانية استغلال الفئات المهمشة في الحصول على هذه الجثث.
مطالب بتنظيم **عرض الجثث** وشفافية أكبر
تتزايد الدعوات لتنظيم عملية عرض الجثث بشكل كامل وشفاف، بما يضمن احترام كرامة الموتى وحماية حقوق الإنسان. يجب أن تكون هناك قوانين ولوائح واضحة تحدد من يحق له التبرع بجثته لهذه المعارض، وكيفية التحقق من هوية الجثة، وكيفية ضمان عدم استغلال أي جهة في هذا الأمر.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون هناك رقابة صارمة على هذه المعارض، للتأكد من أنها تلتزم بجميع القوانين واللوائح المعمول بها. يجب أيضًا أن يشمل ذلك فحصًا دقيقاً لسجلات مصدر الجثث، وإجراء تحاليل DNA للتأكد من هوية الجثث المعروضة.
الخلاصة
قضية كيم إيريك تلقي الضوء على الجوانب المظلمة لـ معارض الجثث البشرية، وتدعو إلى إعادة النظر في أخلاقيات هذا النوع من العروض. إن حق الأمهات في معرفة مصير أبنائهن هو حق أساسي، وكذلك حق جميع البشر في الكرامة والاحترام، حتى بعد الموت. يجب أن تكون الشفافية والمساءلة هما السمتين الأساسيتين في تنظيم هذه المعارض، لضمان عدم تكرار هذه المآسي وحماية كرامة الموتى. ندعو القراء إلى مشاركة آرائهم حول هذا الموضوع المهم والمثير للجدل.


