تزايدت التساؤلات حول مستقبل قطاع البث التدفقي مع إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن مخاوفه المحتملة بشأن صفقة الاستحواذ المرتقبة لـ نتفليكس على شركة وارنر براذرز ديسكفري. هذه الصفقة الضخمة، التي تبلغ قيمتها 72 مليار دولار، تثير جدلاً واسعاً حول المنافسة وحصة نتفليكس المتزايدة في السوق.

ترامب يثير مخاوف بشأن احتكار نتفليكس المحتمل

أدلى الرئيس ترامب بتصريحات مفاجئة خلال حضوره فعالية في مركز كينيدي، حيث أشار إلى أن عملية الاستحواذ قد تخضع لتدقيق مكثف من قبل الجهات المختصة بمكافحة الاحتكار. وأكد ترامب أنه التقى مؤخراً بالرئيس التنفيذي المشارك لـ نتفليكس، تيد ساراندوس، وأشاد بالشركة، لكنه أضاف: “لكنها حصة سوقية كبيرة. قد تكون مشكلة.”

وأضاف ترامب أن حصة نتفليكس السوقية الكبيرة ستزداد بشكل ملحوظ بعد الاستحواذ على وارنر براذرز، مما قد يثير مخاوف بشأن الهيمنة على السوق. وأكد عزمه على الانخراط شخصياً في عملية اتخاذ القرار المتعلقة بالصفقة. هذه التصريحات تأتي في وقت تشهد فيه صناعة البث التدفقي منافسة شرسة، وتثير تساؤلات حول مستقبل المنافسة في هذا القطاع الحيوي.

لقاء ساراندوس وترامب والضغط لإتمام الصفقة

وفقاً لوكالة بلومبيرغ، كان تيد ساراندوس قد التقى ترامب في البيت الأبيض بهدف الضغط من أجل إتمام عملية الاستحواذ. وخلال اللقاء، جادل ساراندوس بأن نتفليكس ليست احتكاراً بالمعنى التقليدي، وأنها شهدت خسائر في عدد المشتركين في الماضي القريب.

هذا اللقاء يعكس أهمية الحصول على موافقة الجهات التنظيمية لإتمام الصفقة، خاصةً في ظل التدقيق المتزايد من قبل وزارة العدل الأمريكية.

التدقيق القانوني المحتمل من وزارة العدل الأمريكية

من المتوقع أن تقوم شعبة مكافحة الاحتكار في وزارة العدل الأمريكية بمراجعة الصفقة بعناية، وقد تجادل بأن الحصة السوقية للكيان الموحد ستتجاوز عتبة 30%، مما يجعل الصفقة غير قانونية. هذا الأمر قد يؤدي إلى معركة قانونية طويلة الأمد بين نتفليكس والحكومة الأمريكية.

حجج نتفليكس المضادة ومنافسو السوق

في المقابل، من المتوقع أن تجادل نتفليكس بأن خدمات البث الأخرى، مثل يوتيوب التابعة لـ جوجل وتيك توك التابعة لـ بايت دانس، يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند تحليل حصتها السوقية. وتهدف الشركة إلى إظهار أن حصتها السوقية الفعلية أقل من 30%، وأنها لا تسيطر على السوق بشكل كامل.

بالإضافة إلى ذلك، قد تشير نتفليكس إلى المنافسة الشديدة في قطاع البث التدفقي، حيث توجد العديد من الشركات الأخرى التي تقدم خدمات مماثلة، مثل ديزني+ و HBO Max و Amazon Prime Video. هذه المنافسة القوية تقلل من قدرة نتفليكس على التحكم في الأسعار أو تقييد الخيارات المتاحة للمستهلكين.

تأثير الصفقة على مستقبل البث التدفقي

تعتبر هذه الصفقة بمثابة نقطة تحول محتملة في صناعة البث التدفقي. فإذا تمت الموافقة عليها، ستجمع بين أكبر منصة بث في العالم (نتفليكس) وواحدة من أبرز شركات الإنتاج الإعلامي (وارنر براذرز ديسكفري). هذا الاندماج سيمنح نتفليكس مكتبة محتوى ضخمة، بما في ذلك أفلام ومسلسلات شهيرة مثل “هاري بوتر” و “باتمان”.

بالإضافة إلى ذلك، ستتمكن نتفليكس من تعزيز قدراتها الإنتاجية والتسويقية، مما سيمكنها من التنافس بشكل أفضل مع الشركات الأخرى في السوق. ومع ذلك، فإن الصفقة قد تؤدي أيضاً إلى ارتفاع الأسعار وتقليل الخيارات المتاحة للمستهلكين، خاصةً إذا أصبحت نتفليكس تتمتع بمكانة احتكارية في السوق.

الخلاصة: مستقبل الصفقة معلق بقرارات الجهات التنظيمية

إن مستقبل صفقة الاستحواذ لـ نتفليكس على وارنر براذرز ديسكفري لا يزال غير واضح. ففي حين أن الشركة تتطلع إلى إتمام الصفقة وتعزيز مكانتها في السوق، فإنها تواجه تحديات قانونية وتنظيمية كبيرة.

تصريحات الرئيس ترامب الأخيرة تزيد من تعقيد الأمور، وتؤكد أن الصفقة ستخضع لتدقيق مكثف من قبل الجهات المختصة. في النهاية، سيعتمد مصير الصفقة على قرارات وزارة العدل الأمريكية والجهات التنظيمية الأخرى، وعلى قدرة نتفليكس على إقناعهم بأن الصفقة لن تضر بالمنافسة أو بمصالح المستهلكين. من المهم متابعة التطورات المتعلقة بهذه الصفقة، حيث أنها ستشكل مستقبل قطاع البث التدفقي في السنوات القادمة.

شاركها.
Exit mobile version