في قلب التحول الرقمي الذي تشهده دولة الإمارات العربية المتحدة، تبرز منصة التجارة الإلكترونية عبر الحدود التي أطلقتها جمارك دبي كنموذج عالمي يحتذى به. لم يكن هذا الإشادة مجرد تقدير من منظمة الجمارك العالمية، بل هو تأكيد على رؤية دبي الطموحة لتصبح مركزاً عالمياً للتجارة والاقتصاد الرقمي. هذا التقرير، الذي صدر بثلاث لغات (الفرنسية والإنجليزية والإسبانية)، يسلط الضوء على نجاح هذه المبادرة في تبسيط العمليات الجمركية وتعزيز النمو الاقتصادي.

جمارك دبي: ريادة في التحول الرقمي الجمركي

جمارك دبي لم تكتفِ بمواكبة التطورات التكنولوجية، بل قادتها، محولةً نفسها إلى نموذج عالمي في الرقمنة الجمركية. هذا التحول لم يقتصر على تطوير منصة رقمية متطورة، بل امتد ليشمل إعادة هندسة العمليات، وتعزيز الشراكات الاستراتيجية، وتطبيق أحدث التقنيات مثل تقنية البلوك تشين.

يؤكد جمعة الغيث، مستشار المدير العام والمدير التنفيذي للذكاء الاصطناعي في جمارك دبي، أن هذه الإشادة الدولية تعكس عمق التغيير الذي تقوده الدائرة في عالم التجارة، وتجسد رؤية القيادة الرشيدة لجعل دبي مدينة المستقبل. المنصة الذكية للتجارة الإلكترونية ليست مجرد أداة لتسهيل التجارة، بل هي جزء أساسي من البنية التحتية للاقتصاد الرقمي في دبي.

دور التكنولوجيا المتقدمة في نجاح المنصة

تعتمد منصة التجارة الإلكترونية عبر الحدود على مجموعة من التقنيات المتقدمة، أبرزها:

  • البلوك تشين: لضمان الشفافية والأمان في العمليات الجمركية.
  • الذكاء الاصطناعي: لتحليل البيانات الضخمة وتقديم رؤى استباقية لتحسين الأداء.
  • الربط الإلكتروني: مع الجهات الحكومية وشركات الشحن لتسهيل تبادل المعلومات.

هذه التقنيات مجتمعة ساهمت في تقليل الوقت والتكلفة اللازمين لإتمام العمليات الجمركية، وزيادة الكفاءة والفعالية في الرقابة على الحدود.

طفرة في التجارة الإلكترونية واللوجستيات في الإمارات

لا تأتي إشادة منظمة الجمارك العالمية في وقت عابر، بل تتزامن مع طفرة استثمارية كبيرة في قطاعي التجارة الإلكترونية واللوجستيات في دولة الإمارات العربية المتحدة. هذه الطفرة أدت إلى توفير عشرات الآلاف من الوظائف الجديدة في مجالات الشحن والتخزين والتنفيذ والتوصيل النهائي، مما يعزز النمو الاقتصادي ويساهم في تحقيق رؤية الإمارات 2071.

تشير البيانات إلى أن حجم سوق التجارة الإلكترونية في الإمارات وصل إلى 32.3 مليار درهم (8.8 مليار دولار) في عام 2024، مع توقعات بوصوله إلى أكثر من 50.6 مليار درهم (13.8 مليار دولار) بحلول عام 2029. هذا النمو الهائل يؤكد أهمية الاستثمار في البنية التحتية الرقمية وتطوير الخدمات اللوجستية.

دعم رؤية دبي “D33”

تتماشى مبادرة جمارك دبي بشكل كامل مع رؤية دبي “D33” التي تهدف إلى مضاعفة حجم اقتصاد دبي خلال عشر سنوات، وتعزيز موقعها ضمن أفضل ثلاث مدن اقتصادية في العالم. المنصة تلعب دوراً حيوياً في دعم هذه الرؤية من خلال:

  • تسهيل التجارة: من خلال تبسيط الإجراءات وتقليل التكاليف.
  • جذب الاستثمار: من خلال توفير بيئة تجارية مواتية.
  • تعزيز التنافسية: من خلال تحسين الكفاءة والفعالية في العمليات الجمركية.
  • دعم الخدمات اللوجستية: من خلال مواءمة منظومة الخدمات اللوجستية وحركة التجارة الإلكترونية.

علاوة على ذلك، تساهم المنصة في تعزيز مكانة دبي كمركز عالمي للخدمات اللوجستية، حيث تستهدف الدائرة تحويل 20% إلى 30% من جميع شحنات البريد منخفضة القيمة إلى المنصة.

توسيع الشراكات العالمية وتعزيز النمو الإقليمي

لا تقتصر طموحات جمارك دبي على المستوى المحلي، بل تسعى إلى توسيع نطاق الشراكات العالمية مع كبريات منصات التجارة الإلكترونية الرائدة. هذا التوسع سيساهم في تعزيز مكانة دبي كمركز إقليمي وعالمي للتجارة الإلكترونية، وسيفتح آفاقاً جديدة للنمو والازدهار.

بالإضافة إلى ذلك، تمتد منصة التجارة الإلكترونية عبر الحدود إقليمياً، داعمةً لمسارات التجارة الإلكترونية في مجلس التعاون لدول الخليج العربية. هذا الدعم يعزز التكامل الاقتصادي الإقليمي ويساهم في تحقيق التنمية المستدامة.

في الختام، تعتبر منصة التجارة الإلكترونية عبر الحدود التي أطلقتها جمارك دبي قصة نجاح ملهمة تثبت أن الابتكار في الخدمات الجمركية ورقابة الحدود ليس مجرد خيار، بل هو ضرورة حتمية لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام وتعزيز مكانة دبي كمركز عالمي للتجارة والاقتصاد الرقمي. ندعوكم لاستكشاف المزيد حول هذه المبادرة الرائدة وكيف يمكنكم الاستفادة من خدماتها المتميزة.

شاركها.
Exit mobile version