ارتفعت أسعار الذهب في الأسواق الإماراتية للأسبوع الثاني على التوالي، مسجلةً مستويات قياسية جديدة. هذا الارتفاع في أسعار الذهب أثار اهتمام المستهلكين والتجار على حد سواء، ودفع العديد من محلات الصاغة إلى تقديم عروض وتسهيلات لجذب الزبائن. شهدت الزيادة تراوحًا بين 4 و 9 دراهم للغرام من مختلف العيارات، مما أدى إلى ارتفاع إجمالي بلغ 16 درهماً للغرام خلال أسبوعين.
ارتفاع أسعار الذهب وتأثيره على السوق المحلي
يشهد سوق الذهب في دبي والشارقة، بل وفي جميع أنحاء الإمارات، حالة من التذبذب والارتفاع المستمر في أسعار الذهب. هذا الارتفاع لم يأتِ بمعزل عن الظروف الاقتصادية العالمية، ولكن تأثيره المباشر على المستهلكين المحليين واضح. المستهلكون أعربوا عن قلقهم من استمرار هذا الارتفاع، بينما سارع التجار إلى البحث عن طرق لتنشيط المبيعات والحفاظ على مستوى الطلب.
ردود فعل المستهلكين على ارتفاع الأسعار
أكد العديد من المستهلكين أنهم يراقبون الأسعار عن كثب قبل اتخاذ قرار الشراء. عامر سعيد، أحد المستهلكين، ذكر أن العديد من محلات الذهب قدمت تسهيلات على رسوم المصنعية لاستقطاب الزبائن، خاصةً عند شراء قطع صغيرة أو سبائك. محمد حسن أضاف أن بعض المتاجر تقدم عروضًا على الأوزان الكبيرة، مثل بيع السبائك بدون رسوم للمشتريات التي تزيد عن 20 جرامًا. كرم سامر أشار إلى وجود تخفيضات تصل إلى 50% على المصنعية، بالإضافة إلى عروض على السبائك الكبيرة.
استراتيجيات التجار لمواجهة ارتفاع الأسعار
في ظل ارتفاع أسعار الذهب، لجأ التجار إلى استراتيجيات مختلفة لتنشيط المبيعات والحفاظ على حصتهم في السوق. انتصار ورد، مدير محل “جوهرة بغداد لتجارة الذهب والمجوهرات”، أوضح أن الارتفاعات السعرية زادت من حدة التنافس بين المتاجر، مما دفعهم إلى تقديم عروض وتسهيلات غير معلنة في كثير من الأحيان. عبدالله محمد علي، مدير المبيعات في “مجوهرات الصراف”، أكد أن الأسواق تشهد تنافسية عالية وزيادة في الطلب على السبائك مقارنة بالمجوهرات.
تفاصيل أسعار الذهب في الأسواق الإماراتية
شهدت عيارات الذهب المختلفة ارتفاعات متفاوتة خلال الأسبوع الماضي. سعر غرام الذهب عيار 24 قيراطاً بلغ 522.75 درهماً، بزيادة 7 دراهم. أما سعر الغرام عيار 22 قيراطاً فسجل 484 درهماً، بزيادة 6.5 دراهم. ووصل سعر الغرام عيار 21 قيراطاً إلى 464.25 درهماً، بزيادة 6.25 دراهم. كما ارتفع سعر الغرام عيار 18 قيراطاً إلى 397.75 درهماً، بزيادة 5.5 دراهم، بينما بلغ سعر عيار 14 قيراطاً 310.25 درهماً، بزيادة 4 دراهم. هذه الأرقام تعكس التغيرات المستمرة في سوق الذهب وتؤثر على قرارات الشراء لدى المستهلكين.
زيادة الطلب على السبائك مقابل المجوهرات
أظهرت البيانات أن الطلب على السبائك يتجاوز الطلب على المجوهرات بشكل ملحوظ. ديليب باتني، مدير المبيعات في “الفنان لتجارة الذهب والمجوهرات”، أوضح أن المستهلكين يفضلون شراء السبائك والعملات المعدنية كاستثمار آمن في ظل التقلبات الاقتصادية. هذا التحول في الطلب يعكس قلق المستهلكين بشأن مستقبل الأسعار ورغبتهم في الحفاظ على قيمة أموالهم.
توقعات مستقبلية لأسعار الذهب
من الصعب التنبؤ بدقة بمستقبل أسعار الذهب. ومع ذلك، يرى الخبراء أن الأسعار قد تستمر في الارتفاع على المدى القصير، مدفوعةً بعدة عوامل، منها التوترات الجيوسياسية، وتراجع قيمة الدولار الأمريكي، وزيادة الطلب العالمي على الذهب كملاذ آمن. بالإضافة إلى ذلك، فإن ارتفاع معدلات التضخم في العديد من الدول قد يدفع المستثمرين إلى التحول نحو الذهب للحفاظ على قيمة مدخراتهم.
نصائح للمستهلكين في ظل ارتفاع أسعار الذهب
في ظل استمرار ارتفاع أسعار الذهب، ينصح المستهلكون بالحرص والتأني قبل اتخاذ قرار الشراء. من المهم مقارنة الأسعار بين مختلف المحلات، والاستفادة من العروض والتسهيلات المتاحة. كما ينصح بالتركيز على جودة الذهب ونقائه، والتأكد من الحصول على فاتورة رسمية تثبت الشراء. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمستهلكين التفكير في شراء السبائك كخيار استثماري بديل للمجوهرات.
في الختام، يشهد سوق الذهب في الإمارات حالة من التذبذب والارتفاع المستمر، مما يتطلب من المستهلكين والتجار على حد سواء اتخاذ قرارات حكيمة ومدروسة. من خلال فهم العوامل المؤثرة على الأسعار والاستفادة من العروض المتاحة، يمكن للمستهلكين الاستفادة من الفرص المتاحة في هذا السوق الحيوي.



