أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة – استعرض صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أداء شركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك” وخططها المستقبلية خلال الاجتماع السنوي لمجلس إدارتها الذي عُقد في مجمّع “حبشان” بأبوظبي، أحد أكبر مجمعات معالجة الغاز في العالم. ويأتي هذا الاجتماع في ظل ديناميكية متزايدة في قطاع الطاقة العالمي، وأهمية دور “أدنوك” في تأمين احتياجات الإمارات وتحقيق النمو الاقتصادي المستدام.
أدنوك ترسخ مكانتها الرائدة في قطاع الطاقة
ركز الاجتماع على مراجعة إنجازات “أدنوك” خلال العام الماضي، واعتماد خطة أعمال طموحة للسنوات الخمس القادمة، تتضمن استثمارات رأسمالية ضخمة بقيمة 551 مليار درهم (150 مليار دولار) للفترة 2026-2030. تهدف هذه الاستثمارات إلى الحفاظ على الزخم الحالي للعمليات، وتعزيز النمو الذكي للشركة، وتلبية الطلب العالمي المتزايد على موارد الطاقة، مع التركيز على الاستدامة والابتكار.
أشاد صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، بالتقدم الملحوظ الذي حققته “أدنوك” في تنفيذ استراتيجيتها للنمو، سواءً على الصعيد المحلي أو الدولي، مؤكداً على أهمية المرونة والقدرة على مواكبة التغيرات المتسارعة التي يشهدها قطاع الطاقة العالمي. وقد وجه سموه الشركة لتحقيق المزيد من النجاحات، وبناءً على الإنجازات التي حققتها في عام 2025، لتعزيز فرص النمو وخلق القيمة المضافة للاقتصاد الوطني، وترسيخ مكانتها كشركة رائدة ومزود موثوق للطاقة على مستوى العالم.
دور أدنوك المحوري في التنويع الاقتصادي
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على الدور المحوري الذي تلعبه “أدنوك” كمحفز رئيسي للنمو والتنويع الاقتصادي في دولة الإمارات. ولعل من أبرز مظاهر هذا الدور، جهودها المتواصلة في توفير فرص اقتصادية وصناعية جديدة للقطاع الخاص من خلال برنامج تعزيز المحتوى الوطني، ودعمها الكامل لمبادرة “اصنع في الإمارات”. تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز النمو الصناعي وتنويعه، وتقليل الاعتماد على الواردات، وتشجيع الابتكار في القطاعات الصناعية المختلفة.
زيادة الاحتياطيات وتطبيق التقنيات المتقدمة
يسر مجلس الإدارة الإعلان عن نجاح “أدنوك” في زيادة احتياطيات الموارد التقليدية لدولة الإمارات. فقد ارتفعت احتياطيات النفط الخام من 113 مليار برميل إلى 120 مليار برميل، كما ارتفعت احتياطيات الغاز الطبيعي من 290 تريليون قدم مكعبة قياسية إلى 297 تريليون قدم مكعبة قياسية. هذه الزيادة تعزز مكانة الإمارات كواحدة من الدول الرائدة في مجال الطاقة، حيث تمتلك سادس أكبر احتياطيات من النفط الخام وسابع أكبر احتياطيات من الغاز في العالم.
وقد تحقق هذا الإنجاز بفضل الاستفادة من أحدث التقنيات والحلول المبتكرة في قطاع الطاقة، بما في ذلك إجراء أكبر مسح جيوفيزيائي ثلاثي الأبعاد على الإطلاق، وتحليل البيانات باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي. هذه التقنيات سمحت للشركة بالوصول إلى تراكيب جيولوجية كان من الصعب استكشافها في السابق، مما أدى إلى اكتشافات جديدة تقدر بأكثر من 1.2 مليار برميل مكافئ نفطي.
تأسيس “أدنوك غشا” لتعزيز إنتاج الغاز
في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز إنتاج الغاز، اعتمد مجلس الإدارة تأسيس شركة عاملة جديدة باسم “أدنوك غشا”. ستتولى هذه الشركة إدارة امتياز “غشا” الذي يشمل حقول “الحيل” و”غشا” و”دلما” و”صرب” و”نصر”. من المتوقع أن يصل إنتاج هذه الحقول إلى 1.8 مليار قدم مكعبة قياسية يومياً من الغاز و150 ألف برميل يومياً من النفط والمكثفات. يُعد مشروع “الحيل” و”غشا” العملاق ركيزة أساسية في هذا الامتياز، ويشهد تقدماً كبيراً وسرعة في التنفيذ.
برنامج تعزيز المحتوى الوطني: نتائج ملموسة
شهد الاجتماع استعراضاً لنتائج برنامج “أدنوك لتعزيز المحتوى الوطني”، والذي حقق نجاحاً ملحوظاً في إعادة توجيه الاستثمارات إلى الاقتصاد الوطني. فقد تم إعادة توجيه 65 مليار درهم (17.7 مليار دولار) إلى الاقتصاد الوطني خلال العام الجاري، مما رفع القيمة الإجمالية للمبالغ المعاد توجيهها منذ إطلاق البرنامج في عام 2018 إلى 307 مليار درهم (83.7 مليار دولار).
بالإضافة إلى ذلك، ارتفع عدد المواطنين الذين تم توظيفهم في القطاع الخاص إلى 23 ألف مواطن منذ انطلاق البرنامج، وذلك بالتنسيق مع الجهات الشريكة، بما في ذلك برنامج “نافس”. وبناءً على هذه الإنجازات، اعتمد مجلس الإدارة هدفاً طموحاً لإعادة توجيه مبلغ 220 مليار درهم (60 مليار دولار) إلى الاقتصاد الوطني خلال السنوات الخمس المقبلة، من خلال برنامج تعزيز المحتوى الوطني.
الاستثمار في التقنيات الحديثة والكوادر الوطنية
أكد المجلس على أهمية ترسيخ مكانة “أدنوك” كشركة طاقة رائدة في استخدام التقنيات الحديثة، مشيداً بجهودها المستمرة للاستفادة من أدوات وحلول الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، وعمليات التشغيل المؤتمتة في جميع مراحل العمليات. وقد تم خلال الاجتماع استخدام “MEERAi”، وهي أداة ذكاء اصطناعي مبتكرة طورتها “أدنوك” لإدارة اجتماعات مجالس الإدارة، وتم نشرها في 10 شركات تابعة للمجموعة لتسريع عملية اتخاذ القرارات.
كما اطّلع المجلس على مبادرات “أدنوك” في مجال تطوير الكوادر البشرية وتخطيط التعاقب الوظيفي، ودعم “إستراتيجية الهوية الوطنية”. وتقوم “أدنوك” بتنفيذ برامج تهدف إلى ترسيخ الهوية الإماراتية في الثقافة المؤسسية للشركة، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
مشاريع مستقبلية واعدة
واستعرض المجلس التقدم المحرز في تطوير المرحلة الأولى من منظومة “تعزيز” للكيماويات في مدينة الرويس الصناعية بمنطقة الظفرة، حيث تم استكمال جميع قرارات الاستثمار النهائية. من المتوقع أن تصل الطاقة الإنتاجية لمنظومة “تعزيز” إلى 4.7 مليون طن سنوياً من الكيماويات الصناعية، مما يجعلها واحدة من أكبر المنظومات المتكاملة في منطقة الخليج.
الخلاصة:
إن الاجتماع السنوي لمجلس إدارة “أدنوك” يعكس التزام الشركة الراسخ بتحقيق النمو المستدام، وتعزيز مكانتها كشركة طاقة عالمية رائدة. من خلال الاستثمار في التقنيات المتقدمة، وتطوير الكوادر الوطنية، ودعم الاقتصاد الوطني، تواصل “أدنوك” المساهمة الفعالة في تحقيق رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة 2071. هذا التوجه الاستراتيجي يضمن استمرار “أدنوك” في لعب دور حيوي في تلبية احتياجات الطاقة العالمية، وتحقيق الازدهار والرخاء للأجيال القادمة. لمعرفة المزيد عن مبادرات “أدنوك” وجهودها في مجال الطاقة، يمكن زيارة موقع الشركة الرسمي.


