أبوظبي تطلق مجمّع التقنيات المالية (FIDA) لتعزيز ريادتها الاقتصادية

يمثل إطلاق مجمّع التقنيات المالية والتأمين والأصول الرقمية والبديلة (FIDA) في أبوظبي، بتوجيهات من سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، خطوة محورية نحو بناء اقتصاد مستقبلي متنوع ومستدام. يهدف هذا المجمّع الطموح إلى تطوير جيل جديد من الحلول المالية والاستثمارية المبتكرة، وترسيخ مكانة أبوظبي كمركز عالمي رائد في مجال التقنيات المالية.

رؤية استراتيجية لمستقبل التمويل في أبوظبي

يعكس إطلاق مجمّع FIDA رؤية استراتيجية عميقة تتبناها القيادة الرشيدة في أبوظبي، والتي تركز على بناء منظومة مالية عالمية متكاملة. تهدف هذه المنظومة إلى توظيف رأس المال والابتكار والتقنيات الحديثة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، لخلق بيئة اقتصادية أكثر مرونة وتنافسية. يأتي هذا في سياق جهود الإمارة المستمرة لتنويع مصادر دخلها بعيدًا عن النفط، وتعزيز مكانتها كوجهة استثمارية عالمية.

الأهداف الاقتصادية لمجمّع FIDA

من المتوقع أن يحقق مجمّع التقنيات المالية تأثيرًا اقتصاديًا كبيرًا على إمارة أبوظبي. تشير التقديرات إلى أنه سيساهم في إضافة حوالي 56 مليار درهم إلى الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2045. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يستقطب المجمّع استثمارات بقيمة 17 مليار درهم، ويخلق 8,000 فرصة عمل جديدة. هذه الأرقام تؤكد على الدور الحيوي الذي سيلعبه المجمّع في دعم جهود التنويع الاقتصادي وتحقيق النمو المستدام.

تطوير منظومة مالية متكاملة

يهدف المجمّع إلى تطوير منظومة مالية متكاملة ومتطورة في الإمارة، قادرة على تلبية احتياجات الاقتصاد المحلي والإقليمي والعالمي. يشمل ذلك تطوير بنية تحتية مؤسسية للأصول الرقمية، وإنشاء منصات متقدمة للتقنيات المالية، وتوفير حلول مبتكرة في مجالات التأمين وإعادة التأمين. كما يركز المجمّع على توجيه التمويل المستدام نحو القطاعات الاستراتيجية في أبوظبي، بما يتماشى مع التزام الإمارة بتحقيق أهداف الحياد المناخي.

شراكات استراتيجية لتعزيز الابتكار

يعتمد نجاح مجمّع FIDA على بناء شراكات استراتيجية قوية بين مختلف الجهات المعنية. يقوده كل من دائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي ومكتب أبوظبي للاستثمار، ويضم منظومة شاملة من الشراكات التي تغطي مجالات التنظيم والتمويل والبنية التحتية والابتكار وتطوير الكفاءات. تتولى وزارة المالية، ومصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي، وسوق أبوظبي العالمي، وهيئة الأوراق المالية والسلع مهام الإشراف التنظيمي، بينما يشارك صندوق خليفة لتطوير المشاريع، وصناديق الثروة السيادية، والشركات العائلية في توفير التمويل وفرص الاستثمار المشترك.

دعم الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة

يلعب مجمّع التقنيات المالية دورًا هامًا في دعم الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة، التي تمثل 42% من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي لإمارة أبوظبي. يوفر المجمّع لهذه الشركات الوصول إلى مصادر تمويل متنوعة، بما في ذلك الإقراض البديل وتمويل الدَّين المُخاطِر، بالإضافة إلى حلول رأس المال الموجّهة. كما يوفر لهم بنية تحتية مالية داعمة تمكنهم من إدارة المخاطر بكفاءة والتوسع في أعمالهم بثقة.

تعزيز مكانة أبوظبي كمركز عالمي للاستثمار

يساهم مجمّع FIDA في تعزيز مكانة أبوظبي كوجهة عالمية للاستثمارات والمستثمرين. تتمتع الإمارة بقاعدة مالية قوية ترتكز على أكثر من 1.8 تريليون دولار تديرها صناديق ثروة سيادية، وأطر تنظيمية عالمية المستوى. بالإضافة إلى ذلك، تستفيد أبوظبي من شبكة واسعة من اتفاقيات منع الازدواج الضريبي وحماية الاستثمارات واتفاقيات التجارة الشاملة مع العديد من الدول، مما يتيح للشركات العاملة ضمن المجمّع الوصول إلى أبرز الأسواق العالمية. الاستثمار في أبوظبي أصبح أكثر جاذبية بفضل هذه المبادرة.

تطوير الكفاءات والمهارات المستقبلية

لا يقتصر دور مجمّع FIDA على الجوانب المالية والاقتصادية فحسب، بل يمتد ليشمل تطوير الكفاءات والمهارات اللازمة لمواكبة التطورات المتسارعة في مجال الاستثمار الرقمي. ستقود شبكة متخصصة في مجالات الابتكار والأبحاث والتطوير، تضم HUB71، وجامعة خليفة، وجامعة الإمارات العربية المتحدة، جهودَ تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص في مجالات مثل الأصول الرقمية والذكاء الاصطناعي. سيتم تطوير المهارات اللازمة في مسارات مثل علوم إدارة المخاطر، وهندسة التقنيات المالية، والتمويل الكمّي، وغيرها من التخصصات ذات الصلة.

في الختام، يمثل إطلاق مجمّع التقنيات المالية والتأمين والأصول الرقمية والبديلة (FIDA) في أبوظبي خطوة استراتيجية جريئة نحو بناء مستقبل اقتصادي مزدهر ومستدام. من خلال تعزيز الابتكار، وجذب الاستثمارات، وتطوير الكفاءات، يهدف المجمّع إلى ترسيخ مكانة أبوظبي كمركز عالمي رائد في مجال التمويل والاستثمار. ندعو جميع المهتمين بالاستفادة من الفرص التي يوفرها هذا المجمّع الطموح، والمساهمة في تحقيق رؤية أبوظبي نحو مستقبل مالي أكثر إشراقًا.

شاركها.
Exit mobile version