أعلنت شركة الإمارات للطاقة النووية (ENEC) وشركة فراماتوم الفرنسية عن إنجاز هام في مشروع محطات براكة للطاقة النووية، حيث تم تصنيع أولى حزم الوقود النووي بنجاح في منشأة فراماتوم بمدينة ريتشلاند بولاية واشنطن الأمريكية. يمثل هذا التقدم خطوة حاسمة نحو تعزيز أمن الطاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتنويع مصادرها، وتحقيق أهداف الاستدامة الوطنية. هذا الإنجاز يضع الإمارات في مصاف الدول الرائدة في مجال الطاقة النووية السلمية، ويؤكد التزامها بتوفير مصدر طاقة موثوق به وصديق للبيئة.
أهمية تصنيع الوقود النووي محلياً وتعزيز أمن الإمدادات
الاعتماد على مصادر متعددة للوقود النووي يمثل استراتيجية محورية لضمان استمرارية عمليات محطات براكة، وتقليل الاعتماد على مورد وحيد. إن تصنيع الوقود النووي بالتعاون مع فراماتوم، والتي تتمتع بخبرة عالمية طويلة في هذا المجال، يضمن حصول الإمارات على وقود ذي جودة عالية، يلبي كافة المعايير الدولية للسلامة والأمان.
اتفاقية شاملة لتوريد الوقود
تمثل هذه الخطوة ترجمة واقعية لاتفاقية توريد الوقود النووي التي أبرمتها الشركتان في يوليو الماضي. تهدف الاتفاقية إلى بناء شراكة طويلة الأمد تساهم في تطوير قطاع الطاقة النووية الإماراتي. بالإضافة إلى ذلك، تعزز هذه الشراكة، وفقاً لتصريحات مسؤولي الشركتين، القدرات المحلية في مجال تكنولوجيا الطاقة النووية، وتخلق فرص عمل جديدة، وتساهم في نمو الاقتصاد الوطني.
فراماتوم: خبرة عالمية في خدمة مشروع براكة
تعتبر شركة فراماتوم لاعباً رئيسياً في قطاع الطاقة النووية العالمي، وهي متخصصة في تصميم وبناء وتشغيل وصيانة محطات الطاقة النووية، بالإضافة إلى توريد الوقود النووي. منشأة ريتشلاند التابعة لفراماتوم مجهزة بأحدث التقنيات، وتتبع أعلى معايير الجودة والسلامة في عمليات التصنيع.
عمليات تصنيع دقيقة وفقاً للمعايير الدولية
عملية تصنيع الوقود النووي ليست بالمهمة السهلة، فهي تتطلب دقة متناهية، ومراقبة صارمة لجميع المراحل. تبدأ العملية باختيار المواد الخام عالية الجودة، ثم يتم تحويلها إلى أشكال مناسبة، وتعبئتها في حزم الوقود، وإخضاعها لسلسلة من الاختبارات والتفتيشات للتأكد من مطابقتها للمواصفات المطلوبة. تؤكد فراماتوم أن كل حزمة وقود مصنعة لمحطات براكة تخضع لرقابة صارمة، وتلبي جميع المعايير الدولية.
تصريحات المسؤولين: رؤية مستقبلية واضحة
أكد محمد الحمادي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة الإمارات للطاقة النووية ومجموعة شركاتها، أن هذه الشراكة الاستراتيجية مع فراماتوم تأتي في إطار رؤية الشركة لتأمين إمدادات وقود نووي مرنة ومستدامة لمشروع براكة. وأضاف أن خبرات فراماتوم وقدراتها التصنيعية تتوافق بشكل كامل مع التزام شركة الإمارات للطاقة النووية بتطبيق أعلى معايير السلامة والأداء.
وأشار الحمادي إلى أن هذا التعاون يدعم التزام الشركة بإنتاج طاقة نظيفة ومستقرة على مدار الساعة، وتلبية احتياجات القطاعات الصناعية والاقتصادية المتنامية في الدولة. كما شدد على أهمية بناء قدرات محلية في مجال تكنولوجيا الطاقة النووية.
من جانبه، أعرب غريغوار بونشون، الرئيس التنفيذي لشركة فراماتوم، عن اعتزازه بالمساهمة في مشروع براكة الطموح، واصفًا تصنيع أولى حزم الوقود النووي بدليل على التفاني والخبرة التي تتمتع بها فرق العمل في الشركة. وأكد على دور فراماتوم كشريك موثوق به في قطاع الطاقة النووية العالمي، وتطلع الشركة إلى مواصلة التعاون مع شركة الإمارات للطاقة النووية لتحقيق المزيد من النجاحات.
برنامج تأهيل الوقود والاختبارات الشاملة
قبل البدء في الاستخدام التجاري لحزم الوقود، ستخضع لبرنامج اختبار شامل ضمن إطار برنامج تأهيل الوقود الذي تتبعه شركة الإمارات للطاقة النووية. هذا البرنامج يهدف إلى التأكد من أن الوقود يعمل بكفاءة وأمان في محطات براكة.
ضمان أعلى مستويات الأداء والسلامة
سيتم إجراء الاختبارات في محطات براكة نفسها، وذلك لمحاكاة الظروف التشغيلية الفعلية. ويشمل برنامج التأهيل مجموعة واسعة من الاختبارات، بما في ذلك اختبارات الأداء، واختبارات السلامة، واختبارات المتانة. يضمن هذا البرنامج الشامل أن الوقود النووي يلبي جميع المتطلبات اللازمة لتشغيل محطات براكة بشكل آمن وفعال. بالإضافة إلى ذلك، سيساعد البرنامج على تحديد أي مشكلات محتملة في الوقود، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجتها.
مستقبل الطاقة النووية في دولة الإمارات
يمثل مشروع براكة خطوة تاريخية في مسيرة تطوير قطاع الطاقة في دولة الإمارات. ومن المتوقع أن تلعب محطات براكة دوراً محورياً في تحقيق أهداف الاستدامة الوطنية، وتقليل الانبعاثات الكربونية، وتوفير مصدر طاقة نظيف وموثوق به للأجيال القادمة. إن تصنيع الوقود النووي يمثل عنصراً أساسياً في بناء منظومة طاقة نووية متكاملة ومستدامة في دولة الإمارات. كما يعزز مكانة الإمارات كمركز إقليمي للطاقة النووية السلمية والابتكار في هذا المجال. بالإضافة إلى ذلك، من شأن هذا الإنجاز أن يشجع على المزيد من الاستثمارات في مجال الطاقة النووية، وتطوير تقنيات جديدة، وتحقيق فوائد اقتصادية واجتماعية ملموسة لدولة الإمارات العربية المتحدة.


