دبي تواصل تعزيز مكانتها الاقتصادية: أبرز مخرجات اجتماع مجلس المناطق الحرة الـ33
شهدت دبي تطورات اقتصادية متسارعة خلال العقود الأخيرة، مدفوعة برؤية استراتيجية تركز على التنويع والابتكار. وفي إطار هذه الجهود المستمرة، عقد مجلس المناطق الحرة بدبي اجتماعه الـ33 برئاسة سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس المجلس، لمناقشة سبل تعزيز النمو الاقتصادي، وتحسين بيئة الأعمال، ورفع مستوى الاستثمار في دبي. ركز الاجتماع على التكامل الحكومي، والجاهزية التنظيمية، ومواكبة التحديات المستقبلية، مما يؤكد التزام الإمارة بالحفاظ على مكانتها كمركز عالمي للتجارة والاستثمار.
تعزيز التكامل الحكومي والجاهزية التنظيمية
أكد سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، في تغريدة على منصة “إكس”، على أهمية الاجتماع في تعزيز التعاون بين مختلف الجهات الحكومية. هذا التكامل ضروري لخلق بيئة أعمال مواتية، وتبسيط الإجراءات، وتقديم خدمات عالية الجودة للمستثمرين. كما شدد سموه على أهمية رفع الجاهزية التنظيمية لمواكبة التغيرات العالمية، والاستعداد للمرحلة المقبلة. يشمل ذلك تحديث القوانين واللوائح، وتبني أفضل الممارسات الدولية، والاستثمار في التقنيات الحديثة.
مبادرات لتحسين تجربة المستثمرين
تضمنت المناقشات في الاجتماع عدة مبادرات تهدف إلى تحسين تجربة المستثمرين في المناطق الحرة. من بين هذه المبادرات، مقترح إنشاء منصة موحدة لجميع المناطق الحرة، مما سيساهم في توحيد الإجراءات، وتقليل التكاليف، وتسريع عملية الاستثمار. بالإضافة إلى ذلك، تم استعراض استراتيجية دبي اللانقدية، والتي تهدف إلى تعزيز الدفع الرقمي، وتقليل الاعتماد على النقد، وتحسين الكفاءة الاقتصادية. هذه الخطوات تعكس التزام دبي بتوفير بيئة استثمارية حديثة وجذابة.
أربعون عامًا من النجاح لجافزا
شهد الاجتماع أيضًا الاحتفاء بمسيرة الإنجاز والذكرى الأربعين لتأسيس المنطقة الحرة لجبل علي (جافزا). تعتبر جافزا من أبرز المناطق الحرة في العالم، وقد ساهمت بشكل كبير في ترسيخ مكانة دبي كمركز عالمي للتجارة والخدمات اللوجستية. وقد تقدم سمو رئيس المجلس والأعضاء بالشكر والتقدير لسلطان أحمد بن سليم، رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة، وفريق عمله على جهودهم في تطوير جافزا وتحقيق إنجازاتها المتميزة. إن نجاح جافزا هو دليل على قدرة دبي على استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتحقيق النمو الاقتصادي المستدام.
تعزيز التعاون في مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب
في ضوء التطورات العالمية، ناقش المجلس سبل دعم الامتثال وتعزيز جاهزية المناطق الحرة في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. تم استعراض التنسيق المرتبط بتقييم ملف مجموعة العمل المالي (فاتف)، بهدف إجراء تقييم منهجي للمخاطر، واتخاذ التدابير اللازمة للحد من تأثيرها. هذا التعاون يضمن التزام دبي بالمعايير الدولية، ويحمي النظام المالي من المخاطر المحتملة. كما يؤكد على أهمية الحفاظ على سمعة دبي كمركز مالي آمن وموثوق.
تسهيل ممارسة الأعمال وتطوير الخدمات البنكية
أحد التحديات التي تواجه الشركات العاملة في المناطق الحرة هو صعوبة فتح الحسابات البنكية. لذلك، ناقش المجلس التحديات المتعلقة بهذا الأمر، وعرض مركز الأمن الاقتصادي دبي جهودًا لتطوير منظومة من المعايير لتصنيف المخاطر ومواءمتها بين الأطراف المعنية. يهدف هذا إلى تسهيل التعاون بين الشركات والبنوك، وتسريع عملية فتح الحسابات. بالإضافة إلى ذلك، أشاد المجلس بتخصيص 71 موظفًا للعمل على مدار الساعة داخل المناطق الحرة، مما ساهم في تسريع إنجاز المعاملات وتيسير المتطلبات التشغيلية. هذه الإجراءات تعزز بيئة الأعمال في دبي وتجعلها أكثر جاذبية للمستثمرين.
مبادرة تأشيرة “فعاليات” وشراكات استراتيجية
أثمرت الشراكات التكاملية بين مختلف الجهات الحكومية عن مبادرات ناجحة مثل تأشيرة “فعاليات”، والتي استفادت منها شركات كبرى عاملة في المناطق الحرة. هذه التأشيرة تسهل على الشركات استضافة الفعاليات والمؤتمرات، مما يعزز السياحة والنشاط الاقتصادي. كما ناقش المجلس أهمية تعزيز التعاون في مجال مبادرات الدفع الرقمي، ودعم تحقيق مستهدفات استراتيجية دبي اللانقدية. هذه الشراكات تعكس التزام دبي بالابتكار والتطوير، وتقديم خدمات متميزة للمستثمرين والشركات.
في الختام، يؤكد اجتماع مجلس المناطق الحرة بدبي الـ33 على التزام الإمارة بتعزيز مكانتها الاقتصادية، وتحسين بيئة الأعمال، وجذب الاستثمارات. من خلال التكامل الحكومي، والجاهزية التنظيمية، والابتكار المستمر، تواصل دبي مسيرتها نحو مستقبل مزدهر. ندعوكم إلى متابعة آخر التطورات في الاستثمار في دبي وزيارة المناطق الحرة للاطلاع على الفرص المتاحة. يمكنكم أيضًا التواصل مع الجهات المعنية للحصول على المزيد من المعلومات حول كيفية الاستثمار في دبي.


