مع اقتراب نهاية التعاملات الآسيوية لهذا اليوم، شهد سوق الذهب حالة من الاستقرار النسبي، وذلك في ظل ترقب كبير من قبل المستثمرين لصدور بيانات اقتصادية أمريكية هامة هذا الأسبوع. وتأتي هذه البيانات بهدف توفير المزيد من الوضوح حول مستقبل أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن. هذا الترقب أدى إلى تبني المستثمرين موقفاً حذراً، مع انتظار إشارات واضحة من أكبر اقتصاد في العالم.

تحليل أداء الذهب في نهاية التعاملات الآسيوية

استقر سعر الذهب الفوري عند مستوى 4205.78 دولار للأوقية (الأونصة) في ختام التعاملات، بعد أن شهد انخفاضًا ملحوظًا تجاوز الواحد بالمئة في الجلسة السابقة. في المقابل، ارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب المزمع تسليمها في شهر ديسمبر بنسبة 0.4 بالمئة لتصل إلى 4237.20 دولار للأوقية. هذه التحركات تعكس حالة من التوازن بين الضغوط الشرائية والبيع، حيث يراقب المستثمرون عن كثب أي تطورات جديدة في المشهد الاقتصادي.

العوامل المؤثرة في استقرار أسعار الذهب

يعود استقرار سعر الذهب اليوم إلى عدة عوامل متضافرة. أولاً، حالة عدم اليقين السائدة حول البيانات الاقتصادية الأمريكية المرتقبة، والتي تشمل تقارير التوظيف ومؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي. ثانياً، ارتفاع السيولة في الأسواق الأوروبية والأمريكية، والتي تميل إلى تهدئة التقلبات الحادة التي قد تشهدها الجلسة الآسيوية. و ثالثاً، تزايد التوقعات بحدوث تخفيض في أسعار الفائدة الأمريكية، مما يعزز الطلب على الذهب كأصل يحافظ على قيمته في ظل انخفاض العوائد على الاستثمارات الأخرى.

توقعات أسعار الفائدة وتأثيرها على الذهب

يرى تيم واترر، كبير محللي السوق لدى كيه.سي.إم تريد، أن المستثمرين ما زالوا متفائلين بشأن أداء الذهب على المدى الطويل، وذلك على خلفية توقعات بتخفيض أسعار الفائدة. ومع ذلك، يشير إلى أنهم قد يفضلون الانتظار للحصول على مزيد من الأدلة التي تؤكد تباطؤ الاقتصاد الأمريكي، وهو ما قد يدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى اتخاذ قرار بخفض أسعار الفائدة في الاجتماع القادم. ويربط المحللون ارتباطاً وثيقاً بين توقعات خفض الفائدة الأمريكية وارتفاع جاذبية الاستثمار في الذهب.

بيانات التوظيف ومؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي

تتركز أنظار المستثمرين الآن على البيانات الاقتصادية الأمريكية التي ستصدر هذا الأسبوع. من بين هذه البيانات، يبرز تقرير التوظيف لشهر نوفمبر الذي ستنشره مؤسسة إيه.دي.بي للأبحاث اليوم، بالإضافة إلى بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر سبتمبر، وهو المقياس المفضل لدى البنك المركزي الأمريكي لقياس التضخم، والمقرر صدورها يوم الجمعة. هذه البيانات ستلعب دوراً حاسماً في تحديد مسار أسعار الفائدة الأمريكية، وبالتالي التأثير على أداء الذهب في الأسواق العالمية.

أداء المعادن الأخرى في السوق

لم يقتصر تأثير الترقب الاقتصادي على سعر الذهب وحده، بل امتد ليشمل المعادن الأخرى. فقد انخفضت أسعار الفضة بنسبة 1 بالمئة لتصل إلى 57.87 دولار للأوقية، بعد أن سجلت ارتفاعًا تاريخيًا عند 58.94 دولار في وقت سابق من الجلسة. في المقابل، صعد سعر البلاتين بنسبة 0.8 بالمئة ليصل إلى 1651.15 دولار، بينما تراجع سعر البلاديوم بنسبة 1 بالمئة إلى 1447.19 دولار. هذه التقلبات في أسعار المعادن الأخرى تعكس أيضاً حالة عدم اليقين التي يخيم على الأسواق المالية.

توقعات السوق

تشير أداة فيد ووتش التابعة لمجموعة سي.إم.إي إلى أن الأسواق تتوقع الآن بنسبة 88 بالمئة إمكانية خفض أسعار الفائدة في اجتماع مجلس الاحتياطي الأسبوع المقبل، مقارنة بنسبة 85 بالمئة قبل أسبوع. هذا الارتفاع في التوقعات يعكس تزايد الثقة في أن البيانات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة، والتي تشير إلى تباطؤ طفيف في النمو، ستدفع البنك المركزي إلى اتخاذ إجراءات تحفيزية. وبما أن الذهب لا يدر عائداً، فهو يستفيد بشكل كبير من انخفاض أسعار الفائدة، حيث يصبح أكثر جاذبية مقارنة بالأصول الأخرى التي تقدم عوائد أقل.

في الختام، يظل سوق الذهب في حالة ترقب شديد للبيانات الاقتصادية الأمريكية الهامة التي ستصدر هذا الأسبوع. ومن المتوقع أن تؤثر هذه البيانات بشكل كبير على توقعات أسعار الفائدة الأمريكية، وبالتالي على أداء الذهب والمعادن الأخرى. ينصح المستثمرون بمتابعة هذه التطورات عن كثب واتخاذ قرارات استثمارية مدروسة بناءً على أحدث المعلومات المتاحة. تابعونا لمواكبة آخر التطورات في أسواق المعادن الثمينة و سعر الذهب اليوم.

شاركها.
Exit mobile version