دبي تواصل مسيرتها نحو الاستدامة وتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050، وذلك من خلال مبادرات طموحة ومشاريع رائدة تتماشى مع رؤية القيادة الرشيدة. وتركز الإمارة بشكل كبير على تطوير قطاع الطاقة النظيفة وتنويعه، بالإضافة إلى تبني حلول مبتكرة لإدارة النفايات وتقليل الانبعاثات في مختلف القطاعات. وفي هذا السياق، عقد المجلس الأعلى للطاقة في دبي اجتماعه الـ91 برئاسة سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، لبحث آخر المستجدات وتقييم الأداء في تحقيق هذه الأهداف الطموحة للاستدامة. يهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على أبرز مخرجات الاجتماع، وتفاصيل المبادرات الهامة التي تقود دبي نحو مستقبل أكثر اخضرارًا، وخاصةً فيما يتعلق بتحقيق الحياد الكربوني.
اجتماع المجلس الأعلى للطاقة: محطات رئيسية نحو مستقبل دبي المستدام
ترأس سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس المجلس الأعلى للطاقة في دبي، الاجتماع الذي حضره نخبة من المسؤولين والخبراء، بمن فيهم سعيد محمد الطاير، نائب الرئيس، وأحمد بطي المحيربي، الأمين العام للمجلس. استعرض الاجتماع الأهداف الاستراتيجية لإمارة دبي في مجال الطاقة والبيئة، مع التركيز على المشاريع الجارية والمستقبلية التي تدعم هذه الأهداف. كما تم التأكيد على أهمية التعاون بين مختلف الجهات المعنية لضمان تحقيق أفضل النتائج في مجال الاستدامة في دبي.
مبادرة “سيركل دبي”: نحو اقتصاد دائري لإدارة النفايات
تعتبر مبادرة “سيركل دبي” من أبرز المبادرات التي نوقشت في الاجتماع، وهي مبادرة تابعة لبلدية دبي تهدف إلى تحويل إدارة النفايات في الإمارة إلى نموذج يعتمد على مبادئ الاقتصاد الدائري. وتسعى المبادرة إلى تحسين عمليات جمع النفايات وفرزها وإعادة تدويرها باستخدام أحدث التقنيات.
وتشمل هذه الحلول التكنولوجية:
- أنظمة الفرز الآلي: لزيادة كفاءة فصل أنواع النفايات المختلفة.
- تحويل النفايات إلى طاقة: لاستغلال النفايات غير القابلة لإعادة التدوير في إنتاج الطاقة.
- تطبيقات تتبع النفايات: لمراقبة حركة النفايات وتحسين عمليات جمعها.
من خلال هذه المبادرة، تسعى دبي إلى تقليل كمية النفايات التي يتم إرسالها إلى المكبات، وبالتالي تقليل الانبعاثات الغازية الضارة بالبيئة. ويتماشى ذلك مع رؤية دبي للاستدامة والتزامها بخلق بيئة صحية وآمنة للأجيال القادمة.
استراتيجية “مواصلات عامة عديمة الانبعاثات في دبي 2050”: نقلة نوعية في قطاع النقل
ناقش المجلس أيضًا آخر المستجدات المتعلقة باستراتيجية “مواصلات عامة عديمة الانبعاثات في إمارة دبي 2050” التي تتبناها هيئة الطرق والمواصلات في دبي (RTA). وتُعد هذه الاستراتيجية خطوة حاسمة نحو تحقيق الحياد الكربوني في قطاع النقل، الذي يعتبر من أكبر مصادر الانبعاثات في الإمارة.
تعتمد الاستراتيجية على عدة محاور رئيسية:
- التوسع في استخدام المركبات الكهربائية: زيادة عدد الحافلات والسيارات الكهربائية في أسطول النقل العام.
- استكشاف تقنيات الهيدروجين: دراسة إمكانية استخدام المركبات التي تعمل بالهيدروجين كبديل للوقود الأحفوري.
- تطوير البنية التحتية: بناء شبكة واسعة من محطات الشحن الكهربائية وتوفير الدعم اللازم للمركبات الكهربائية والهيدروجينية.
- تشجيع استخدام وسائل النقل المستدامة: مثل الدراجات الهوائية والمشي، من خلال توفير مسارات آمنة ومريحة.
يهدف هذا التحول إلى خفض البصمة الكربونية لقطاع النقل بشكل كبير، وتحسين جودة الهواء في الإمارة، وتحقيق أهداف دبي الطموحة في مجال الاستدامة.
رؤية دبي نحو الطاقة النظيفة 2050 والحياد الكربوني
أكد سعيد محمد الطاير، نائب رئيس المجلس، على التزام دبي المستمر بتنفيذ مبادرات ومشاريع رائدة تعزز مكانتها في مجال الطاقة النظيفة والاستدامة وكفاءة الطاقة. وأشار إلى أن هذه الجهود تدعم تحقيق أهداف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 واستراتيجية دبي للحياد الكربوني 2050. وتهدف هذه الاستراتيجيات الطموحة إلى الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة بنسبة 100% بحلول عام 2050.
وأضاف أحمد بطي المحيربي، الأمين العام للمجلس، أن المجلس يحرص على تقييم الأداء بشكل دوري لضمان تحقيق نتائج ملموسة تدعم الرؤية المستقبلية للإمارة في مجال التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر. وأشار إلى أن البرامج المتعلقة بتقليل النفايات وزيادة عمليات التدوير، بالإضافة إلى تخفيض الانبعاثات الكربونية في قطاع النقل، ستكون من الأولويات التي سيتم مراجعتها في المستقبل.
في الختام، يمثل اجتماع المجلس الأعلى للطاقة في دبي خطوة هامة نحو تحقيق أهداف الاستدامة الطموحة للإمارة. من خلال تبني مبادرات مبتكرة مثل “سيركل دبي” واستراتيجية “مواصلات عامة عديمة الانبعاثات في دبي 2050″، تواصل دبي ترسيخ مكانتها كمدينة رائدة في مجال الاستدامة والعمل المناخي. نتمنى أن تستمر هذه الجهود وأن تشارك جميع الجهات المعنية في تحقيق هذه الرؤية المستقبلية. يمكنكم متابعة آخر الأخبار والتطورات في مجال الطاقة والبيئة في دبي من خلال زيارة المواقع الرسمية للمجلس الأعلى للطاقة وهيئة الطرق والمواصلات.


