في قلب المعرض الدولي للصناعات الدفاعية (إيديكس 2025) في مصر، شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة خطوة استراتيجية هامة بتوقيع المركز العسكري المتقدم للصيانة والإصلاح والعمرة (أمرك) ثلاث مذكرات تفاهم مع الهيئة العربية للتصنيع. هذه الاتفاقيات تعكس التزام الإمارات بتعزيز التعاون الدفاعي وتطوير القدرات الصناعية في مجال صيانة الطائرات العسكرية، وتحديداً في مجالات متقدمة مثل مكونات وهياكل وأنظمة الطائرات، ومعالجة أجزاء المحركات، ودعم الطائرات المروحية.

تعزيز الشراكات الاستراتيجية في قطاع الطيران الدفاعي

تأتي هذه المذكرات في إطار سعي المركز العسكري المتقدم (أمرك) لتوسيع نطاق شراكاته الصناعية وتعزيز التعاون التقني مع أبرز المرافق الصناعية في مصر. وقد تم توقيع الاتفاقيات مع كل من مصنع الطائرات، ومصنع المحركات ومركز التصنيع الرقمي، ومصنع حلوان للصناعات المتطورة التابعة للهيئة العربية للتصنيع. هذه الشراكات ليست مجرد اتفاقيات تجارية، بل هي استثمارات في مستقبل الصناعات الدفاعية في المنطقة، وخطوة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال إصلاح الطائرات.

أهمية المشاركة في إيديكس مصر 2025

تعد مشاركة (أمرك) في إيديكس مصر 2025، ضمن الجناح الوطني لدولة الإمارات، فرصة مثالية لعرض قدراته الفنية المتقدمة في مجال صيانة وإصلاح وعمرة الطائرات. المركز يستعرض نماذج لطائرات F-16 و C-130، مما يتيح للشركاء والزوار التعرف على الخدمات المتخصصة التي يقدمها. إيديكس، بمشاركته الكبيرة من الشركات العالمية الرائدة في مجال التسليح والصناعات الدفاعية والأمنية، يمثل منصة حيوية لتبادل الخبرات واستكشاف فرص التعاون المشترك.

تفاصيل مذكرات التفاهم وأهدافها

تغطي مذكرات التفاهم مجالات واسعة من التعاون، بدءًا من تطوير القدرات في مجال مكونات وهياكل وأنظمة الطائرات، وصولًا إلى تصنيع ومعالجة أجزاء المحركات، ودعم منظومات الطائرات المروحية. هذا التعاون يهدف إلى تحقيق التكامل بين الجانبين في قطاع الطيران الدفاعي، وتعزيز الجاهزية التشغيلية للقوات المسلحة في كلا البلدين. بالإضافة إلى ذلك، تسعى هذه الشراكات إلى تطوير سلاسل الإمداد، وتقليل الاعتماد على المصادر الخارجية في مجال قطع غيار الطائرات.

رؤى القادة حول التعاون الاستراتيجي

أكد الدكتور ناصر حميد النعيمي، الأمين العام لمجلس التوازن للتمكين الدفاعي، أن هذه الاتفاقيات تمثل خطوة متقدمة في مسار التكامل الصناعي، وتعكس التزام دولة الإمارات بتعزيز التعاون الدفاعي مع مصر. وأضاف أن هذه الشراكات ستساهم في بناء قدرات ذاتية متطورة تعتمد على المعرفة والتكنولوجيا الحديثة، وتدعم تطوير بنية دفاعية قادرة على تحقيق جاهزية تشغيلية عالية.

من جانبه، أوضح محمود الحاي الهاملي، الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات طيران أبوظبي، أن هذه الاتفاقيات تعتبر خطوة استراتيجية نحو توسيع الشراكات الإقليمية في السوق المصرية، لما تتمتع به من إمكانات وقدرات واعدة. وأشار إلى أن هذه الشراكة ستؤسس لشراكة طويلة الأمد، وتدعم جهود تطوير خدمات (أمرك) في دولة الإمارات.

جاسم المرزوقي، الرئيس التنفيذي لشركة (أمرك)، أكد على التزام المركز بتوسيع حضوره الإقليمي وتعزيز شراكاته الدولية في قطاع الطيران العسكري، من خلال استعراض منظومته المتقدمة لخدمات الصيانة والإصلاح والعمرة.

مستقبل التعاون بين الإمارات ومصر في مجال الطيران

تعتبر هذه المذكرات بداية لمرحلة جديدة من التعاون الوثيق بين دولة الإمارات ومصر في مجال الصناعات الدفاعية، وخاصة في قطاع الطيران. من المتوقع أن تسهم هذه الشراكات في نقل التكنولوجيا وتطوير الكفاءات المحلية، مما يعزز القدرات الدفاعية لكلا البلدين. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تخلق هذه الشراكات فرص عمل جديدة، وتساهم في تنمية الاقتصاد في كلا البلدين. التركيز على تطوير القدرات المحلية في مجال صيانة الطائرات يمثل استثمارًا استراتيجيًا في مستقبل الأمن القومي لكلا الدولتين.

في الختام، يمثل توقيع هذه المذكرات خطوة هامة نحو تحقيق التكامل الصناعي وتعزيز التعاون الدفاعي بين دولة الإمارات ومصر. هذه الشراكات ليست مجرد اتفاقيات تجارية، بل هي استثمارات في مستقبل الصناعات الدفاعية في المنطقة، وخطوة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال صيانة الطائرات العسكرية. نتطلع إلى رؤية ثمار هذا التعاون في المستقبل القريب، ونأمل أن يكون نموذجًا يحتذى به في مجال التعاون الإقليمي في مجال الصناعات الدفاعية.

شاركها.
Exit mobile version