صيانة الطائرات: “أمرك” والهيئة العربية للتصنيع يعززان التعاون الدفاعي في مصر

في خطوة استراتيجية هامة لتعزيز الصناعات الدفاعية والتقنية في المنطقة، وقع المركز العسكري المتقدم للصيانة والإصلاح والعمرة “أمرك” ثلاث مذكرات تفاهم مع الهيئة العربية للتصنيع في مصر. يأتي هذا التعاون ضمن مشاركة “أمرك” في المعرض الدولي للصناعات الدفاعية “إيديكس 2025″، وهو ما يعكس التزام الإمارات العربية المتحدة بتطوير القدرات الدفاعية المشتركة، ويدعم جهودها في مجال صيانة الطائرات وتحديثها.

تعزيز الشراكات الاستراتيجية في قلب إيديكس 2025

شارك المركز العسكري المتقدم “أمرك” كجزء من الجناح الوطني لدولة الإمارات في الدورة الرابعة من المعرض الدولي للصناعات الدفاعية “إيديكس 2025” الذي يقام في مركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية. تعتبر مشاركة “أمرك” في هذا الحدث الهام مدعومة من مجلس التوازن للتمكين الدفاعي ووزارة الدفاع، مما يبرز الأهمية الاستراتيجية لهذا التعاون. وقد شهدت مراسم التوقيع حضورًا رفيع المستوى، ضم الدكتور ناصر حميد النعيمي، الأمين العام لمجلس التوازن للتمكين الدفاعي، ومحمود الحاي الهاملي، الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات طيران أبوظبي، بالإضافة إلى جاسم المرزوقي، الرئيس التنفيذي لـ”أمرك”، واللواء أ.ح مختار عبد اللطيف، رئيس الهيئة العربية للتصنيع.

تفاصيل مذكرات التفاهم: نحو تكامل صناعي شامل

تمحورت مذكرات التفاهم الثلاث حول مجالات رئيسية تهدف إلى تطوير القدرات الصناعية والتقنية في مجال الطيران، وتشمل:

التعاون مع مصنع الطائرات

تركز مذكرة التفاهم الموقعة مع “مصنع الطائرات” التابع للهيئة العربية للتصنيع على تطوير وتصنيع وتسويق أجزاء ومكونات وهياكل وأنظمة الطائرات، بما في ذلك الطائرات ذات الأجنحة الثابتة، والطائرات النفاثة، والطائرات المسيّرة. ويهدف هذا التعاون إلى مواءمة قدرات خطوط الإنتاج مع برامج “أمرك”، وإنشاء خطوط إنتاج مخصصة، وتعزيز عمليات الفحص والاختبار وفقًا لأعلى المعايير الدولية. بالإضافة إلى ذلك، تشمل المذكرة التعاون في نقل المعرفة والتدريب الفني، وتطوير عروض مشتركة للاستفادة من الأسواق الإقليمية والدولية المتنامية في هذا المجال.

تطوير قدرات عَمْرة المحركات

تستهدف مذكرة التفاهم مع “مصنع المحركات ومركز التصنيع الرقمي” تطوير التعاون الاستراتيجي وتكامل العمليات في مجال عمرة المحركات وإصلاحها. ويتضمن ذلك تصنيع وتوريد أجزاء ومكونات المحركات، مثل الأجزاء المتحركة والثابتة، والهياكل، والأعمدة، والاستفادة من القدرات المتقدمة في التصنيع الرقمي. كما تغطي المذكرة التعاون في تطوير المعالجات الحرارية والطلاءات الفنية، بالإضافة إلى دعم سلاسل الإمداد وتطوير برامج التدريب المشتركة لرفع كفاءة الفنيين والمهندسين، مما يعزز من جودة خدمات الصيانة المقدمة.

دعم صيانة الطائرات المروحية

تُركز مذكرة التفاهم مع “مصنع حلوان للصناعات المتطورة” على تطوير قدرات صيانة الطائرات المروحية. ويشمل هذا التعاون تطوير برامج الصيانة والإصلاح والعمرة للمكونات والأنظمة الخاصة بالطائرات المروحية، والمساهمة في تصنيع أو تعديل بعض الأجزاء، بالإضافة إلى تطوير برامج التحديث والترقية، وإنشاء خطوط إنتاج متخصصة، وتنفيذ برامج تدريب متبادلة. ويهدف هذا التعاون إلى تعزيز الجاهزية التشغيلية للطائرات المروحية وزيادة عمرها الافتراضي.

رؤى قادة الصناعة: مستقبل واعد للتعاون الدفاعي

أكد الدكتور ناصر النعيمي أن هذه الاتفاقيات تمثل خطوة متقدمة في مسار التكامل الصناعي، وتعكس التزام دولة الإمارات بتعزيز التعاون الدفاعي مع مصر، مشيرًا إلى أن هذه الشراكة ستساهم في بناء قدرات ذاتية متطورة تعتمد على المعرفة والتكنولوجيا الحديثة.

واضاف السيد محمود الحاي الهاملي أن هذه الاتفاقيات تمثل توسيعًا لشراكاتهم الإقليمية في السوق المصرية الواعدة، مما يسمح بدمج الخبرات والبنية التحتية لتأسيس شراكة طويلة الأمد.

من جانبه، أوضح جاسم المرزوقي أن مشاركة “أمرك” في “إيديكس 2025” تؤكد التزام الشركة بتوسيع حضورها الإقليمي وتعزيز شراكاتها الدولية، وأن توقيع مذكرات التفاهم مع الهيئة العربية للتصنيع سيدعم جهودها نحو تطوير القدرات الصناعية ونقل المعرفة في مجال صيانة الطائرات العسكرية.

نظرة مستقبلية: “أمرك” والهيئة العربية للتصنيع نحو آفاق أرحب

تستند هذه الشراكات إلى رؤية مشتركة لتطوير قدرات الصيانة والإصلاح والعمرة وفقًا لأعلى المعايير الدولية، بهدف تلبية متطلبات المشغلين محليًا وإقليميًا، وترسيخ مكانة دولة الإمارات كمركز إقليمي رائد في هذا القطاع الحيوي. ومن خلال هذا التعاون الاستراتيجي، تسعى “أمرك” والهيئة العربية للتصنيع إلى تحقيق التكامل في سلاسل الإمداد، وتطوير المنتجات والخدمات، وتعزيز القدرات الفنية، مما يساهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وخارجها. العمل المشترك سينعكس بشكل إيجابي على تطوير الكفاءات الوطنية في كلا البلدين، ويخلق فرص عمل جديدة، ويدعم النمو الاقتصادي المستدام. كما يساهم في تعزيز التعاون وتبادل الخبرات في المجالات التقنية المتقدمة، مما يساعد على مواكبة التطورات المتسارعة في صناعة الطيران.

شاركها.
Exit mobile version