أسعار النفط شهدت تقلبات طفيفة اليوم، حيث يراقب المستثمرون باستمرار الأحداث الجيوسياسية وتأثيرها المحتمل على الإمدادات العالمية. يأتي هذا في ظل حديث عن محادثات جديدة تهدف إلى إنهاء الصراع في أوكرانيا، والتي بدورها قد تؤدي إلى تخفيف أو إلغاء بعض العقوبات المفروضة على روسيا، وهو ما يمكن أن يزيد من حجم النفط في السوق العالمية. على الرغم من هذه التطورات، من المتوقع أن يظل التداول هادئًا نسبيًا بسبب عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة.
أداء أسعار النفط اليوم وتأثير المحادثات الأوكرانية
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسعة سنتات أو 0.1% لتصل إلى 63.22 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 11:02 بتوقيت جرينتش، بعد أن شهدت تراجعًا طفيفًا في وقت سابق. في المقابل، صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 19 سنتًا أو 0.3% لتسجل 58.84 دولارًا للبرميل. يعكس هذا التحول في الأسعار حالة من الترقب الحذر بين المستثمرين.
بنك باركليز أوضح في مذكرة حديثة أن “الاضطرابات الجيوسياسية مستمرة، وآمال التوصل لوقف إطلاق نار محتمل بين روسيا وأوكرانيا عادلت أثر المخاوف المتعلقة بالإمدادات النابعة من احتمال فرض عقوبات أميركية جديدة على منتجين أساسيين في روسيا.” هذا يعني أن أي تقدم في المفاوضات قد يؤدي إلى زيادة المعروض من النفط الروسي، مما يضغط على الأسعار، بينما استمرار التوترات قد يدعمها.
أوبك+ والحفاظ على مستويات الإنتاج
تتجه أنظار السوق أيضًا نحو اجتماع أوبك+ المرتقب يوم الأحد. تشير مصادر إلى أن التحالف من المرجح أن يقرر الحفاظ على مستويات الإنتاج الحالية دون تغيير. هذا القرار ليس مفاجئًا، حيث أن المجموعة، التي تنتج حوالي نصف النفط العالمي، قامت بالفعل بزيادة الإنتاج منذ أبريل بهدف زيادة حصتها السوقية.
الحفاظ على مستويات الإنتاج الحالية يمكن أن يوفر بعض الدعم لأسعار النفط، خاصةً في ظل حالة عدم اليقين الجيوسياسي. ومع ذلك، فإن تأثير هذا القرار قد يكون محدودًا في حال تحسن الوضع في أوكرانيا وزيادة المعروض الروسي.
توقعات بتخفيض أسعار الفائدة الأمريكية ودعمها لأسعار النفط
بالإضافة إلى التطورات الجيوسياسية، تلقت أسعار النفط دعمًا من توقعات متزايدة بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) قد يخفض أسعار الفائدة في الشهر المقبل. عادةً ما يؤدي خفض أسعار الفائدة إلى تحفيز النمو الاقتصادي، مما يزيد من الطلب على الطاقة، وبالتالي يدعم أسعار النفط.
كبير محللي السوق في شركة أواندا، كيلفن وونج، صرح قائلاً: “نقترب من نهاية العام بسيولة أقل، دون أي محفزات جديدة إلا إذا فاجأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسواق بتوجه صوب التشديد النقدي في اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في العاشر من ديسمبر.” وأضاف، “من المرجح أن يتراوح سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بين 56.80 و60.40 دولار للبرميل حتى نهاية العام.”
تحديات السيولة وتوقع نطاق سعري ضيق
يشير وونج إلى أن انخفاض السيولة في نهاية العام قد يحد من التقلبات الكبيرة. بمعنى آخر، من غير المرجح أن نشهد ارتفاعات أو انخفاضات حادة في أسعار النفط قبل نهاية العام، ما لم تحدث تطورات غير متوقعة. التركيز سيتحول بشكل كبير إلى اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي وما إذا كان سيقدم أي إشارات حول مسار السياسة النقدية. هذا ما سيعطي دفعة أو ضغط إضافي على أسواق النفط.
جهود الوساطة الأمريكية في أوكرانيا
في سياق منفصل، من المقرر أن يقوم المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون أوكرانيا، ستيف ويتكوف، بزيارة موسكو الأسبوع المقبل، برفقة مسؤولين آخرين، لإجراء محادثات مع القيادة الروسية. تهدف هذه المحادثات إلى استكشاف إمكانية التوصل إلى خطة لإنهاء الحرب الدائرة في أوكرانيا منذ ما يقرب من أربع سنوات.
هذه الجهود الدبلوماسية تثير الأمل في إيجاد حل سلمي للصراع. لكن، النجاح ليس مضمونًا، وقد يستغرق الأمر وقتًا طويلاً قبل أن نرى أي نتائج ملموسة. على الرغم من ذلك، فإن مجرد وجود حوار بين الطرفين يمكن أن يقلل من حدة التوترات ويؤثر إيجابًا على أسعار النفط و استقرار الأسواق العالمية.
ختامًا:
تظل أسواق النفط في حالة تأهب، تتأثر بالتطورات الجيوسياسية والقرارات الاقتصادية الكبرى. المحادثات الجارية حول أوكرانيا واحتمال تغيير مسار السياسة النقدية الأمريكية هما العاملان الرئيسيان اللذان يراقبونهما المستثمرون عن كثب. من الضروري متابعة هذه التطورات وتحليل تأثيرها المحتمل على أسعار النفط لاتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة. نوصي بمتابعة آخر الأخبار والتحديثات من مصادر موثوقة في مجال الطاقة و الأسواق المالية للحصول على رؤية شاملة ودقيقة.


